للكبار فقط مجلة جنسية ثقافية تعنى بأمور الجنس في الوطن العربي
مقالات مشابهة
إذا كان صراخ الأطفال يقلقنا أو يزعجنا بهذا القدر فلأن أدمغتنا خضعت للتطور بهذه الطريقة. تخيلوا منذ 100 ألف عام، آباء وأمهات لم تتكيف أدمغتهم لتلقي صراخ أطفالهم فيقولون في ذاتهم” “نعم، حسناً، سينتظر حتى أعود مساء فقد بقي لديّ حيوانان أقتلهما…”
عن إمكانية موت طفل مثل هؤلاء أكبر مما هي لدى ثنائي يتنبه على الفور لأي تغير. بالتالي، يجد الأهل العديمو الاهتمام صعوبة في التناسل وفي أن يصبحوا أجداداً. لقد انقرض في نهاية ألمر الراشدون ذوو الجينات “التي لا يزعجها صراخ الأطفال”، في حين تكاثر الآخرون حتى أنجبوا معظمنا اليوم. من المهم لنا نحن البشر أن تتمتع أدمغتنا بآليات تسمح لنا بالتنبه سريعاً لحاجات أطفالنا! لهذا السبب يزعجنا صراخ الأطفال ويثير أعصابنا. هذه الجينات كانت لدى آبائنا وآبائهم من قبلهم فورثناها عنهم. أما الآخرون…
في العام 2003، قام سايفريتز Seifritz وزملاؤه من الباحثين في إحدى الجامعات السويسرية بقياس ما يجري في أدمغة الرجال والنساء عندما يسمعون صراخ طفل وضحكاته. وتبين للعلماء أن بكاء الطفل يطلق نشاطاً مفرطاً في بنية خاصة من دماغ الأهل وهي اللوزة، ونشاطاً أقل لدى الأشخاص الذين ليس لديهم أولاد.
وتنشط اللوزة لدى هؤلاء الأخيرين عندما يضحك الطفل أكثر مما تفعل عندما يبكي. أخيراً، أظهرت الدراسة أن اللوزة عند المرأة تتفاعل بشكل أقوى مما تفعل عند الرجال.
ولاحظوا أيضاً أن ثمة فرق بين النساء والرجال في نشاط بنية أخرى من بنى الدماغ المعنية بالانفعالات والعواطف (قشرة الدماغ الأمامية). وفي مواجهة صراخ الأطفال، تنشط هذه البنية عند كافة النساء أكثر منها عند الرجال، بغض النظر عما إذا كان لديهن أطفال أم لا. من جهة أخرى، لم تسجل قشرة الدماغ الأمامية عند الرجال أي نشاط، سواء أكان لدى الرجل أولاد أم لا.